السبـــت
الثاني من يوليو، تموز 2022
كنت قد قررت أن أكتب عن نظرة الطفولة للكون و الحياة، و لكنني تشتت عن الفكرة، فلم أكتب سوي بضع كلمات، و اليوم أثناء قراءتي الصباحية لكتاب الحياة لكريشنامورتي في صفحة ٧ فبراير من تأملاته اليومية، كانت أول جملة، فقال" لا يمكن السعي خلف الحقيقه تلزم الحقيقه عدم الاعتماد على المعارف والتجارب والافكار المسبقه وعدم السعي خلف الفضيله والتظاهر"
فوجدت أن هذه الجملة هي أدق وصف تطابق مع فكرتي التي أردت التعبير عنه، و كأن القدر أمهلني الوقت لأقرأ و أطلع أكثر،
بالفعل رؤية الأطفال لم تستند يوماً إلي معرفة مسبقة أو نصيحة، هي نظرة بريئة تماماً من التوجيه، فيري الطفل الحياة بطبعها، بخلقها الذي خلقها الله عليه، فإن كانت السماء الصافية المشمسة جميلة، فهي فقط جميلة، جميلة بدون تشويه و بدون شروط، بدون التفكير في أنها بالفعل جميلة و لكنها تشرق في يوم سيئ او في مدينة لا أحبها، هذه الأفكار التي تشوه الطبيعة و الحقيقة المجردة، هذه الأفكار التي تراودني أنا الشخص البالغ الذي غلبته مرارة الحياة و سقط أمام ظلامها، غافلاً عن حقيقة "كما يوجد ظلام فهناك نور"
و في ظل هذه المعركة العنيفة، أتذكر هذه الصور التي التقطتها عينا طفولتي، و أنا أجلس في حديقة سكن المُستشفي التي يعمل بها والدي، أتأمل خضرة الأشجار و العشب و الوروود، و رشاشات الماء التي تسقي هذه الطبيعة، فيتكون قوس قزح صغير في العديد من أركان الحديقة، و من فوقنا السماء المُشمسة التي تُضيف اللمسة الأخيرة علي هذه اللوحة الفنية البديعة
و في الطائرة نحلق وسط السحاب الأبيض و من أسفلنا البحر الأزرق...لوحة نقية مُشبعة بدرجات من الألوان المُتقاربة، فتُنادينا بسحرها و فتنتها لنتأملها و ننبهر بهذا الصنع الإلهي بهذه الجودة الفائقة التي لا تشوبها شائبة
لقد رأيتها، رأيت الحقيقة يوماً ما تتجلي أمام ناظري واضحة، و ببساطة، فلم أستند إلي معرفة أو توجيه، و لم يرشدني أحد لأتأمل جمال صنع الله، و أنظر إلي روعته، رأيتها ببراءتي، بسذاجتي و جهلي، بفعل عينا الطفولة،
أما الآن فالحال تبدل، أصاب الفتور نظرتي لطبيعة الحياة، تشوهت النظرة بالآلام و التجارب القاسية، فأفقدني الصدق الذي كنت ألمحه بسهوله
و كأن نقطة حبر سوداء سقطت في كوب ماء نقي .... فلوثته، و بدأ الظلام يأكل ذكرياتي الجميلة الدافئة التي احتفظت بها في عقلي و قلبي، و كأنه وحش شره ينسل بين ذكرياتي يأكل ما في طريقه بدون رحمة أو رأفةً بي، لا يريد أن يترك لي أي ذكري مشرقة اتمتع بها في حالات التخيل و التأمل،
لهذا قررت أنني لن اسمح له بهذا، لن أسمح بأن يكون الطريق أمامه سهلاً، و بالفعل بدأت معركتي معه،خسرت الكثير و لن أسمح بأن يُسلب مني يوم آخر، أو ذكري أُخري
وكما تعهدت من قبل . . .
سأنتصر . .
بالتأكيد سأنتصر . . .
الساعة 10.42 صباحاً
الفرق بين التضحية و العطاء، كلمات في العطاء، التضحية من أجل الآخرين، التضحية من أجل من تحب، عطاء, تضحية, عبارات عن العطاء, كلمات عن العطاء, العطاء كلمات، كلام عن العطاء، الِعطاء بلا

No comments:
Post a Comment