الأحد
الثالث من يوليو, تموز 2022
لم يكن هناك في حياتي رفيق أوفي و أصدق من خيالي، صديق رافقني منذ نعومة أظافري، منذ بدأ إدراكي لوسع هذا الكون المُثير.
أتذكر هذه القصص التي كان يقصها علي و هذه المُغامرات التي كان يصطحبني إليها، في حالات من الإبداع الذي كنت أجهل مصدره.
من المشاهد المُحببة لقلبي، مشهد لطيف خزنته ذاكرتي، عندما كُنت يومياً و وقت غروب الشمس، أستلقي علي سطح منزلنا و أتأمل السماء بشفقها الأحمر الدامي الذي خلفته الشمس وراءها و هي تنجلي بعيداً بعيداً، و أسأل خيالي ما لو كنت أحد أبطال هذه القصص الخيالية، فيُلبي رغبتي بسرعه و أراني بطله من الأبطال، كان هو رفيقي الأول، الأصدق و المُخلص
و لكنني لم أكن علي نفس القدر من الوفاء و الإخلاص، مر الزمن، و رافقني النضج، بدون رغبة مني، و أجبرني علي السير معه، و نسيته.. نسيت خيالي تماماً..نسيته و لم أُودعه حتي، انتشلتني المسؤلية من رفيقي، و أنا إستسلمت، و غدرت به
لكنه لم ينساني أبداً، و برغم خيانتي لم يتخلي عني، كان يُرسل إلي من حين لآخر إشارات المُساعدة لتُعينني علي الإستمرار، لطالما أرسل إلي طوق النجاة في أكثر المواقف صعوبة و قسوة، و أنا كُنت أجهل من المُرسل، يالها من سذاجة و غباء، لم أعلم أنه أنت
و لكنني كنت أشعر دائماً بالحاجه لصديق قديم، نسيته و غفلت عنه، لا أعلم من هو و لكن كأن هُناك ما ينقصني
حتي تعرفت عليه أخيراً مرةً أُخري لقد كان اللاوعي (خيالي) هو رفيقي القديم الذي هجرته منذ زمن بعيد، علمت أنه وعيي (النضج و المسؤلية) قد سجنه، و أطبق عليه الحصار، منعه من التواصل معي، و لكنه كان يُحاول التمرد و الهروب و إرسال الإشارات لي، و أنا لم التفت له، و لأنه صديق وفي مخلص، لم ينساني أبداً، و لم يأبه بسجانه.
أحاول الآن تحريره، و لكن الوعي خصم قوي عنيد، يحتاج إلي الترويض، في الواقع الإثنان يحتاجان الترويض، الإثنان كانا رفيقاي دائما، فالأول كانت رفيق الهروب و المُغامرات، و الآخر كان رفيق الحياة الواقعية يُساعدني في مواجهة الواقع و المسؤلية، الإثنان حاولا القيام بأدوارهما في حياتي، ربما كانا جامحان، و لكن أحباني و أخلصا لي دائماً، و لكنهما لا يستطيعان الإمساك بزمام الأمور، أنا من عليه مسؤليية القيادة الآن، و دوري إنصافهما و إعطاء كل ذي حق حقه،
و أول خطوة هو أن يتصالح الوعي مع الخيال و تحريره، فقد إشتقت إليه
الساعة 11.37 صباحاً
artist : endmion1
الفرق بين التضحية و العطاء، كلمات في العطاء، التضحية من أجل الآخرين، التضحية من أجل من تحب، عطاء, تضحية, عبارات عن العطاء, كلمات عن العطاء, العطاء كلمات، كلام عن العطاء، الِعطاء بلا

No comments:
Post a Comment