العطــــاء vs الخــــذلان

الجمعة

الخامس عشر من يوليو, تموز 2022

مرحباً سيدي الأنيق رقيق القلب، في الواقع لم أُرتب كلماتي لما لدي من مشاعر مُختلطة و بالأخص مجروحة . . . لا أدري كيف تبدأ كلماتي و لكنني قد تعرضت لهجوم نفسي قاسي غير مُبرر أثار مشاعر الخذلان التي عصرت قلبي بدون رحمة، فأنا أُشبه نفسي الآن بالطريدة الجريحة التي تم الغدر بها و هي في مأمنها، حاولت أن أصف ما أمر به من مشاعر الخذلان أو أكتب عنها لكن فشلت في ذلك أيضاً كما فشلت في حماية نفسي، و ربما لقسوة هذه المشاعر لم أجد الطريقة المُناسبة للتعبير عنها

الخذلان هذه الكلمة  القاسية و البغيضة، حاولت مراراً أن أصفها لكنني فشلت و سألت البعض و لم أجد الوصف الصادق الذي قد يزيل بعضاً من مرارتها من قلبي، فلقد تبينت أنني أتعرض لخذلان مُستمر من أشخاص لا يحق لهم خذلاني.

ماذا علي أن أفعل . . . هذا كثير . . . هذا مؤلم . . . أنا وحدي تماماً . . . لا أحد يسمع . .  .هل يوجد أي مكان أستطيع الهرب إليه . .  . قلبي و جسدي يؤلماني  .  . . هذه العبارات التي أصبحت أرددها لنفسي كل يوم

و لكنني وجدت الإجابة علي سؤالي الذي إحترت فيه حتي كدت ان أصرف النظر عنه، وجدتها في أحد أحاديثي مع نفسي لأكتشف أو  بالأخص تأكدت أن القلوب و المشاعر من صنع الله، هبة يمنحها و ينزعها كيف و لمن يشاء و هو من يطبع و من يربط علي القلوب، و أن من يملك قلباً دافئاً معطائاً فقد وهبه الله هبة قيمة عظيمة

إكتشفت في هذه الإجابة أن العطاء هو تضاد للخذلان، غير مشروط، و ليس من باب الإحساس بالمسؤلية فلا يجب أن تكون أباً أو أماً أو أي درجة قرابة حتي تكون معطاءً، هي فقط من عند الله، هو أرادك أن تكون هكذا، أختصك أنت بهذا، أن تترك أنانيتك و أهوائك جانباً و تمنح بدون شروط، بحب و رضا و رغبة و بدون إنتظار المُقابل، و كانت هذه الإجابة الشافية التي أراحت قلبي و جرحي قليلاً، ما زال الجرح موجوداً و لكنني فهمت، و لأنني فهمت قدرت و تهاونت، كل ما علي الآن أن أداوي هذا الجرح العميق، أعتني بهذا القلب الجريح المسكين

و لمن خذلني هذه ليست رسالة تهديد أو وعيد أو حتي رسالة كيدية هي رسالة شُكر خالص من القلب، فقط أقول و بكل بساطة . . .

 شكراً 

فلولاكم لم أكن الآن لأفهم جانباً مهماً جداً من الحياة، لم أن أكن الشخص الذي أصبح (يُحاول) أن يجتنب قسوة القلب و يميل إلي اللين و التفاهم، لم أكن لأعلم أن قلوبنا بيد الله هو من يغرس فيها و ينزع منها الرحمة و الرفق، أشكركم شكراً نابعاً بكل تفاهم و تسامح من قلبي، و في النهاية ستستمر الحياة ...

و أخيراً سأختم هذه الرسالة بآية، كانت سبباً في إدراكي و فهمي

"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ" صدق الله العظيم


الساعة 7.50 مساءاً



Artist: endmion1

No comments:

Post a Comment